• اخر الاخبار

    dimanche 28 juin 2015

    مغاربة دوخوا المخابرات العالمية(1).. «لي مـوراي»: تزعـم أكبر عمليـة سطو فـي تاريخ بريطانيـا وفـر إلى المغـرب



    استيقظت مدينة “تانبردج” التابعة لمقاطعة “كينت” البريطانية يوم 21 فبراير 2006 على خبر أكبر عملية سطو مسلح في تاريخ بريطانيا،  تمت بطريقة ذكية لم تُرق فيها نقطة دم واحدة، حيث اختفت من خزائن مستودع الأموال “سيكوريتاس” حوالي 53 مليون جنيه استرليني (90 مليار سنتيم) في عملية دقيقة ومحكمة تزعمها البريطاني من أصل مغربي، البطل العالمي في المصارعة داخل القفص، “مولاي ابراهيم لمراني” أو “لي موراي”.
                                                           

    في أواخر مارس 2006 حصلت مصالح الأمن المغربية على مراسلة من نظيرتها البريطانية تفيد أن تحرياتها الأولية أكدت أن “مجرما” بريطانيا خطيرا من أصل مغربي قد تمكن من الدخول إلى المغرب بعد أن تزعم شبكة للسطو المسلح على أكبر مبلغ مالي في ملكية البنك الدولي البريطاني. واستنفرت مصالح “الديستي” والفرقة الوطنية للشرطة القضائية عناصرهما لتتبع الخيوط التي قد تقود إلى المطلوب “رقم1” من طرف حميدو العنيكري المدير العام للأمن الوطني آنذاك، فالرجل كان يرى في القبض على “لي موراي” ذلك الكنز الذي سقط من السماء والذي قد يقايض به رأس محمد الكربوزي الذي امتنعت بريطانيا عن تسليمه له رغم إلحاحه وتأكيده على أنه العقل المدبر الخارجي لتفجيرات 16 ماي، كما يراها العنيكري. 

    كانت أولى الخيوط التي قادت عناصر الديستي بعد إخفاق فخ “اسكوتلانديار” هي التوصل بإخبارية تفيد أن رجلا رياضيا بريطانيا كان صحبة صديق له ومومس خسر في ليلة واحدة بأحد الكازينوهات الراقية بمراكش 600 مليون سنتيم وكان يؤدي بالعملة الإنجليزية “الباوند”، وبعد حجز بعض الأوراق النقدية، التي أدى بها “لي” ثمن المشروبات ومائدة العشاء، من طرف إدارة الكازينو، تبين أنها تحمل نفس سلسلة الأموال التي تم اختلاسها من مستودع الأموال “سيكوريتاس”، وحينها تأكد رجال الحموشي والخيام أنهم في الطريق لوضع اليد على “كنز العنيكري” الثمين والذي رصد له عشرات المخبرين وخلية خاصة للتنسيق، وكانت أولى المعطيات تفيد كراء “لي موراي” لفيلا فخمة مجهزة بحي المحيط في الرباط بــ 5000 درهم لليوم الواحد، كما شرع في رسم مستقبل رجل أعمال ناجح، وتمكن من وضع اللمسات الأخيرة لافتتاح شركة دولية متخصصة في التصدير والإستيراد، ولأنه لم يكن رجل تبصر وتفكير، بل رجلا يؤمن بالقوة، تجاهل كل الخيوط التي يمكن أن تقود طالبي رأسه إليه، وتحرك باطمئنان وكان يصرف بسخاء كبير ويقدم الإكراميات ذات اليمين وذات الشمال حتى وقع في الفخ، ففي 26 ماي 2006 توصلت الأجهزة الأمنية التي كانت تتتبع خطواته بمعلومات تفيد تواجده داخل المتجر الراقي “موغامول” بحي السويسي في الرباط، وطوقت عشرات السيارات المتجر المذكور ووضعت عناصر الأمن في حالة استنفار قصوى بعد أن أشهرت مسدساتها صوب الباب الرئيسي في انتظار خروج الرجل الذي دوخ أحد أعتد وأقدم الأجهزة الأمنية الدولية “اسكوتلانديار”.

    خرج “لي موراي”، من مواليد 1977، الحائز في سنة 2004 على وسام محارب محترف في رياضة المصارعة داخل القفص، والذي يصل طوله إلى 1.90 ووزنه إلى 80 كيلوغراماً، (خرج) محملا بالكثير من الهدايا التي اقتناها لصديقاته المغربيات، حيث لم يُعرف “لي” بــ “القاتل المحترف” فقط، بل كذلك بزير النساء ومحب السهرات الليلية والمقامر الذي لا ينزل عن سقف عشرات الآلاف من الباوند في جلسات القمار، فوجد في انتظاره فوهات المسدسات مصوبة إليه تطالبه بتسليم نفسه، “وقف، ورمى بعلب الهدايا أرضا، ورفع يديه وهو يبتسم، لكن عندما حاولنا وضع القيد في معصمه دفعنا وحاول الهرب، بل منا من تلقى لكمات قوية من متهم شرس كان كل كلامه باللغة الإنجليزية، ...ماذا تريدون، دعوني وشأني، لا أريد العودة إلى بريطانيا، سيقتلونني إن عدت...” يقول مصدر حضر عملية الإعتقال.

    ”لي” الذي ترك طفلين في حضن إنجليزية عاش معها دون زواج، يعرف جيدا أن السجون المغربية أرحم من الوقوع بين أيدي عصابات تطالب برأسه، ويدرك أنه في حال تسليمه إلى السلطات البريطانية فإنه لن يكمل عامه الأول في السجن، وسيصل إليه أعضاء عصابات أخرى انتقاما، ففي عالم المافيات وحدهما الخطأ والغدر شيئان لا يغتفران. ولذلك تشبث “لي” بمغربيته، وأوكلت زوجته محاميا دافع باستماتة عن مغربية موكله وطالب بمحاكمته في المغرب، خصوصا أن محاكمه تتابعه بتهمة تكوين عصابة إجرامية وعدم التبليغ وحيازة واستهلاك المخدرات القوية التي حجزت في فيلته الراقية.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    Enregistrer un commentaire

    Item Reviewed: مغاربة دوخوا المخابرات العالمية(1).. «لي مـوراي»: تزعـم أكبر عمليـة سطو فـي تاريخ بريطانيـا وفـر إلى المغـرب Rating: 5 Reviewed By: dv
    Scroll to Top