يبدو أن لكلّ قدوم لشهر رمضان بالجزائر قصّته الباصمة مع شباب يرفضون الالتزام بصيام الشهر الكريم، إيمانا منهم بحرية الدين والمعتقد، ومطالبة منهم باحترام خياراتهم بعيدا عن قوانين الإذعان، او حتّى تفعيلا لمنطوق الآية القرآنية الكريمة "وقل الحق من ربّكم، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".
بعد عام على إقدام ثلاثة شبّان على المجاهرة بإفطارهم بمنطقة القبائل الجزائريّة، خلال رمضان العام الماضي، وما اعقب ذلك من اعتقال لهم وإدانتهم قضائيا بأشهر للحرمان من الحريّة.. تحرّكت عناصر الشرطة الجزائريّة، قبل يومين من الحين، ضد شباب بمدينة أقبو، بضواحي بجاية، عقب إقدامهم على الإفطار في نهار رمضان وسط مقهى ولجوه وأغلقوا عليهم أبوابه.
ووفقا لتقارير صحفية جزائرية فإن وشاية أرشدت عناصر الشرطة إلى ما أقدم عليه ذات الشباب، وقد جرت مناوشات كلامية واحتكاكات بدنية بين الطرفين حين أصرّ الأمنيون على اعتقال المخالفين في الحين الذي دفع هؤلاء بممارستهم لحرياتهم الشخصية، موردين أنّهم انعزلوا عن الصائمين ولم يسببوا لهم أي أذى بفعل تواجدهم وسط مقهَى مغلق.
عناصر الشرطة أقدمت على الانسحاب من فضاء المشادّات عقب نجاح "مرافعات الشباب" على نيل تأييد المحتشدين بمدينة أقبو، غير بعيد عن سوق شعبي للخضر والفواكه.. حيث أبدَى العشرات من المتواجدين بعين المكان تأييدهم للمفطرين في رمضان ما داموا لم يجاهروا بما قاموا به امام الجميع وأن اكتشافهم جاء بعد اقتحام الشرطة لحيز تواجدهم مستترين.
جدير بالذكر أن ذات المدينة، وخلال شهر رمضان المنصرم، كانت قد عرفت تحرك منتمين للحركة من أجل الحكم الذاتي لمنطقة القبائل لأجل المجاهرة بالإفطار في رمضان، وذلك وسط الشراع العام، حيث أقدم العشرات على تناول أغذية على الملأ في تعبير منهم عن رفضهم الإجبار على ممارسة شعيرة الصيام، وقال ذات المحتجين إن الصيام لا يمكن فرضه على الناس لأنّه ككلّ شعيرة في الإسلام يعتمد على وجود النية لدى الممارسين.
0 التعليقات:
Enregistrer un commentaire